رفع رأسه ونظر مرّة أخرى إلى السماء ليستجديها ثمن الإفطار اليوم، وجد لوحدة رائعة شكلها، في زرقة السماء التي لا تخلو من بعض الغمامات، شكّلها سرب من الطيور الضخمة البيضاء المتجهة نحو الشمال (لابدّ أنها سعيدة) همهم قائلاً. تابع مُضي الطيور البيضاء التي لا يحد مسيرها شيء، رفرف بجناحيه وطار نحو الطيور النظيفة، في مشهد يخالف بدائية وتخلُّف الأرض حوله واتّساخها، كذلك مال ذات اليمين وذات الشمال وحلّق بعيداً عن الهموم، ورأى الأرض تحته ككومة بنية اللون، شق الهواء شقاً وأسرع حتى يلحق بالسرب، عرضت له مشكلة فهي بلا شك ذاهبة إلى الماء وهو لا يعرف السباحة. عاد أدراجه وهو يرفرف ويرفرف وحده في السماء وقرر أن يبقى في أعلى ليطير ويطير. أحس بأمعائه تنقبض وتنبسط والجوع يتسلل إليها، حتى الطيور تحتاج إلى الطعام. لم يُبالِ بالصوت القارص في بطنه ورفرف (الحرية ما أجملها بلا قيد أو سجن، لا أحد يضايقك بسؤال ليس له معنى) أحس بحجر يضربه ضربة قوية، فآلمه جناحه الأيسَر بشدة، نظر فإذا به لا يُرفرف ويرى ساعته في يده الممدودة، تُشير إلى الثانية عشرة موعد الامتحان.
*كاتبة من السودان
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق